ماذا يعني أن تصنع شيئا لا يريده العالم ؟
ماذا يعني أن تصنع شيئًا لا يريده العالم؟
نعم، هكذا شعرتُ في البداية، عندما كنتُ أكتب كتابي الأول، وأعدّ محتوى ورشة العمل التي، دون تخطيط مسبق، قررت أن أضع نفسي فيها مكان المدرب، وأعلّم الآخرين ما أعرفه.
لم أكن أعرف تمامًا ما الذي ينبغي عليّ تعليمه، ولا كيف، ولا لماذا.
لكن كل ما كنتُ أحمله على وجه اليقين، هو أنني أحب تعليم الآخرين.
أحببت فكرة انتقال المعلومات بين الأشخاص، كيف نعرف أشياء ونجهل أخرى، ولماذا أمتلك مهارة يبحث عنها غيري.
ماذا لو كان هناك شخص، في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، يائسًا يبحث عن معلومة أمتلكها أنا؟
ماذا لو كانت مشاركتي لمنشور بسيط مكوّن من سطرين، أو تدوينة أكتب فيها عن تجربتي، هي التي تصنع الفارق في حياة أحدهم؟
ربما ما أملكه من معرفة، هو ما سيغيّر حياة شخص تائه، يبحث ولم يجد بعد مصدرًا يثق به.
في عام 2020، في ظل جائحة كوفيد، بدأت أجمع معلوماتي وأكتب عنها.
لم أكن أمتلك هدفًا واضحًا، لكنني كنت أعلم بيقينٍ أن هناك شخصًا يريد أن يتعلّم، وقد مرّ بأزمتي:
عدم وجود مصدر عربي يشرح الأمور بالطريقة التي كنتُ أتمناها.
ألّفتُ كتابي الأول بعد محاولات ومسودات، استثمرتُ فيها جهدي ومكافأتي الجامعية.
ربما، كنتُ أركض نحو حلم لم أعرفه حينها: كاتبة؟ أم معلّمة؟
واليوم، بينما أواصل صناعة أعمالي، أتساءل: لماذا أحب التعليم؟
لماذا أشعر دائمًا بحاجة للتفسير، للشرح، لمشاركة أفكاري؟
وأسأل نفسي: هل ما أصنعه يريده العالم؟ هل يحتاجه؟
هل هو عديم الفائدة؟
أم أنه وُجد ليعبّر عن الحب في نشر المعرفة، لا عن الحاجة فقط؟
إن فكرة غياب اليقين حول احتياج العالم لما أصنع، تضعني كل يوم في محاولة لبناء بيت…
بيت من أشياء أخلقها، نابعة من الحب، لا من الاحتياج — أو ربما من كليهما.
لهذا، أنا أكتب هذه التدوينة الآن،
لأن أحدهم، في الجهة الأخرى من العالم، ربما ما زال يبحث.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخول